المنتجات الرقمية: كيف تنشئ منتجًا رقميًا احترافيًا

هل ترغب بكسب المال عبر الإنترنت باستخدام مهاراتك التقنية؟ ماذا عن إنشاء مشروعك الخاص الذي تستطيع تحقيق دخل سلبي من خلاله؟ في كلتا الحالتين، تحقق لك المنتجات الرقمية ذلك. فما المقصود بالمنتج الرقمي؟ وكيف يمكنك إنشاء منتج رقمي مميز يحقق المبيعات؟

جدول المحتويات:

ما هو المنتج الرقمي؟ وما الفرق بينه وبين المنتج المادي؟

ببساطة، المنتج الرقمي هو منتج غير ملموس، تستفيد منه وتتعامل معه عبر أجهزة الحاسوب أو الهواتف المحمولة، قد يكون كتابًا إلكترونيًا، أو موقع ويب، أو برنامج، وغير ذلك الكثير. وعلى عكس المنتجات المادية، تُصنع المنتجات الرقمية وتُطلق وتباع عبر الإنترنت، ثم تُستخدم رقميًا. وعادةً ما تستطيع استعمالها فورًا بعد الشراء، دون الانتظار حتى تُشحن لعنوانك مثل المنتج المادي.

أنواع المنتجات الرقمية

المنتجات الرقمية أشكالها متعددة، بدءًا من المنتج البسيط الذي يمكن إنجازه سريعًا دون إجراءات معقدة، إلى المنتج الرقمي الذي يتطلب مهارات تقنية متقدمة. يعتمد اختيارك لنوع المنتج الرقمي المناسب على قدرتك وخبراتك أولاً، ثم على القيمة المستفادة منه. أكثر الأنواع شيوعًا هي:

1. المستندات الإلكترونية

تتنوع المستندات الإلكترونية التي يستعين بها الأفراد أو الشركات في أعمالهم، مثل مستندات العروض التقديمية بوربوينت، أو مستندات الفواتير المحاسبية، أو حتى مستندات السيرة الذاتية. تمتاز هذه المستندات بأنه يمكن لمستند واحد أن يخدم مجموعة، إذ يتبع إنشاؤها معايير ثابتة تناسب متطلبات العملاء. على سبيل المثال، يمكن لتصميم عرض بوربوينت بطابع وهدف تعليمي أن يخدم مختلف المؤسسات التعليمية.

2. القوالب

تحدد القوالب المظهر العام والهيكلية الخاصة بالموقع، وتحتاج خبرة برمجية بعدة لغات، مثل جافا سكريبت وPHP وHTML. ويُقصد هنا قوالب ووردبريس، أو ووكومرس، أو ماجنتو، أو حتى قوالب HTML. تُستخدم هذه القوالب للمواقع والمتاجر الإلكترونية، سواء تلك التي تعمل على منصة ووردبريس، أو مستقلة على الإنترنت.

3. التصاميم

أشكال التصميم كثيرة، فيوجد التصميم الجرافيكي للرسوم المتحركة أو الثابتة، وتصميم واجهات المستخدم الخاصة بالمواقع والتطبيقات، بجانب تصميمات المطبوعات ومنشورات الشبكات الاجتماعية. جميعها منتجات رقمية ضرورية لأي علامة تجارية تسعى لخلق هوية بصرية مميزة خاصة بها.

يستدعي هذا النوع من المنتجات حسًا فنيًا وإبداعيًا لخلق تصميمات جذابة تخدم المعايير الجمالية، بجانب خبرات التصميم التقنية المطلوبة، مثل المعرفة ببرامج الفوتوشوب أو Adobe XD أو Sketch.

4. تطبيقات الويب

تعتني تطبيقات الويب بحضور الشركات والأنشطة التجارية على شبكة الإنترنت، عبر تطوير المواقع أو المتاجر الإلكترونية، أو تطوير إضافات خاصة بتحسين وتخصيص مزايا المواقع المُنشأة على ووردبريس مثل: الإضافات الخاصة بالأمان والخصوصية، والنسخ الاحتياطي التلقائي للبيانات. تستلزم تقنيات الويب خبرة متمرسة في لغات البرمجة الخاصة بها، مثل جافا و.NET وجافا سكريبت، وغيرهم.

5. تطبيقات الجوال

أصبحت التطبيقات الهاتفية جزء من نشاطاتنا اليومية، لتصبح أحد أكثر المنتجات الرقمية شيوعًا. ويحتاج تطويرها لمعرفة باللغة البرمجية الخاصة بكل نظام، مثل لغة الجافا أو الكوتلن للأندرويد، ولغة سويفت لنظام iOS، أو أحد لغات وأطر التطبيقات الهجينة التي تعمل على كلا النظامين معًا، كإطار فلاتر Flutter أو React Native.

ما هي مزايا المنتجات الرقمية؟

تُعدّ المنتجات الرقمية حلاً مغريًا للكثير، سواء أصحاب المهارة والخبرة التقنية، أو رواد الأعمال والشركات. يتمتع المنتج الرقمي بالمزايا التالية:

رأس مال وتكلفة ضئيلة

عند إنشاء منتج رقمي، رأس مالك هو مهارتك التقنية الموظفة بالأساس، فلا مواد خام وتصنيع ضرورية للبدء، ولا تكلفة تخزين وتعبئة ومصاريف شحن، ولا إيجار شهري للمكان. كل ما تحتاج هو جهاز حاسوب مناسب للإمكانيات المطلوبة، وقدر من الوقت والجهد الضروريين.

السوق المستهدف واسع

عند التحدث عن المنتجات الرقمية، فإننا نتحدث عن سوق تجاري ضخم للاستهداف، ألا وهو الإنترنت. فلست مقيدًا بمنطقة جغرافية معينة، يمكن لأي فرد أو شركة شراء منتجك الرقمي، طالما أنه يقدم القيمة المرجوة بفاعلية، ولا يتعارض مع معايير الجودة المطلوبة. كما أن الطلب على المنتجات الرقمية بازدياد، فالتطور التكنولوجي أدى لأتمتة العديد من الخدمات التي تحتاجها الشركات والأفراد.

تحقيق دخل سلبي

إنشاء منتج رقمي يلقى إقبالاً من الجمهور المستهدف وتدفق منتظم للمبيعات يُعدّ وسيلة فعالة لتحقيق الدخل السلبي. فالمنتجات الرقمية عبارة عن مشاريع تستطيع أن تستثمر بها بعد إطلاقها فورًا، دون الحاجة للعمل المستمر عليها يوميًا.

غير معرضة للنفاد

على عكس المنتجات المادية، المنتجات الرقمية لا تنفد، وغير معرضة للتدهور أو التمزق مثلاً. قد يصبح المنتج الرقمي أقل أهمية مع التطور المستمر، لكنه قابل للتطوير، ودائمًا بالإمكان تحديثه وترقيته والرفع من قيمته، ليواكب المتطلبات المتجددة.

إظهار الخبرة العملية

المنتج الرقمي الاحترافي يدل على احترافية صانعه، فهو يُظهر إمكانياتك وخبرتك في المجال الذي تعمل به. يساعدك ذلك في كسب ثقة العملاء أولاً، ويزيد من فرصتك في سوق العمل الذي يتطلب الكثير من المؤهلات والإثباتات على الخبرات العملية.

كيفية إنشاء منتج رقمي مميز

يتطلب إنشاء منتجات رقمية احترافية التطرق لعدة خطوات أساسية، بدءًا من دراسة جمهورك، وحتى إطلاق المنتج إليهم:

الخطوة الأولى: تحليل الجمهور المستهدف

قبل البدء بإعداد المنتج الرقمي، وبعد بلورة الفكرة الرئيسية الخاصة به، ينبغي لك تحليل السوق الذي سينطلق منتجك فيه، لضمان فاعليته وقابليته لتحقيق المبيعات. ابدأ بتحليل جمهورك، هل الفكرة التي تود تطويرها تحل مشكلة معينة يعانون منها؟ وما هي متطلباتهم بالتحديد؟ هل توجد صفات محددة ومشتركة بجمهورك ينبغي مراعاتها خلال التطوير؟ مثل أن يكونون من الأفراد ضعاف البصر مثلاً.

قد يكون عملائك المحتملين من الأفراد أو الشركات، يعتمد ذلك على حجم المنتج وماهيته. فالبرمجيات المتقدمة مثلاً، تحتاجها الشركات والمؤسسات لتحسين جودة أعمالهم.

الخطوة الثانية: تحليل السوق المنافس

قد تجد العديد من المنتجات الرقمية في السوق الذي تستهدفه، تستدعي الحاجة هنا لدراسة ما هو متاح بالفعل من منافسيك، بمقارنة خصائصه مع ما ينتظره العملاء، ومع ما تود تضمينه بمنتجك. ابحث في المنتجات المنافسة عن نقاط الضعف بعناية، أي ما هي الخصائص الضرورية التي تفتقر لها؟ هنا ستتمكن من خلق ميزة تنافسية لمنتجك الرقمي، بالحرص على إضافة نقاط قوة ومزايا تنفرد بها.

الخطوة الثالثة: تحديد خواص المنتج

الآن بعد أن كونت رؤية شاملة عن السوق المستهدف، ستحصل على صورة أكثر دقة لمنتجك، تستطيع خلالها تحديد المميزات الخاصة به، ومعرفة كيفية حله للمشكلة بالتفصيل. رتب جميع الخصائص المحددة وفقًا لأهمية وجودها بالمنتج الرقمي وبالنسبة للعملاء. ثم ابدأ بإعداد جدول زمني تقديرًا لفترة تطوير كل خاصية على حدة.

الخطوة الرابعة: تطوير المنتج الرقمي

تُعدّ هذه الخطوة المرحلة الأهم، وغالبًا الأكثر طولاً. لا تتعجل خلالها، بل خذ الوقت اللازم لإطلاق منتج رقمي احترافي ويستوفي معايير الجودة المطلوبة. تعتمد المدة الزمنية هنا على حجم ومتطلبات منتجك، فكلما زادت خصائص المنتج وتعقيده، تزداد مدة التطوير وتتطلب دقة أكبر.

بعد الانتهاء من تطوير منتجك الرقمي، كن أول العملاء الخاصين به وجربه. أي اختبر الخصائص التي طورتها واكتشف أي أخطاء وأعطال خلال الأداء لإصلاحها قبل طرحه للبيع.

الخطوة الخامسة: رفع المنتج الرقمي على بيكاليكا

الآن بعد أن أصبح منتجك جاهزًا، أين ستطلقه؟ يُعدّ متجر بيكاليكا مكانًا مثاليًا لنشر المنتج الرقمي، كونه متجر متخصص لبيع المنتجات الرقمية الجاهزة في العالم العربي، تستطيع عبره طرح منتجك لقاعدة كبيرة من العملاء. اهتم عند رفع المنتج بعدة أمور بجانب الجودة وسهولة الاستخدام، وهي:

  • وفر معلومات كافية عن المنتج، تتناول ماهيته والمزايا التي يقدمها كافة.
  • أضف خطوات استخدام وتفعيل المنتج بشكل واضح، ويُفضل تضمين فيديو يتناول ذلك.

كيف تحدد سعر المنتج الرقمي؟

تُعدّ مرحلة التسعير نقطة رئيسية ومهمة في رحلتك ببيع المنتجات الرقمية، وتتفاوت قيمتها تبعًا لعدة عوامل، فلا يتساوى سعر مستند إلكتروني بسيط، بسعر تطبيق ويب، أو تصميم واجهة مستخدم. لذا عند تحديد سعر لمنتجك، خذ الآتي بالحسبان:

  1. مقدار الجهد المبذول وتكاليف التطوير والموارد اللازمة.
  2. حجم المنتج وخصائصه، فكلما زادت الخصائص، يزداد السعر.
  3. أسعار المنتجات المنافسة في السوق المستهدف.
  4. الميزة التنافسية الخاصة بمنتجك، فوجود خصائص مميزة غير موجودة عند المنافسين تزيد من القيمة الشرائية.

5 نصائح لإطلاق منتج رقمي يحقق المبيعات

سوق المنتجات الرقمية كبير وآخذ بالنمو باستمرار، يستدعي ذلك الاهتمام بإطلاق منتج احترافي قادر على المنافسة وتحقيق الأرباح المرجوة. إليك باقة من النصائح المهمة والمتممة لذلك:

1. قدّم تجربة استخدام سهلة

جمهورك المستهدف يحتاج لمنتج رقمي يسهّل الإجراءات اللازمة، ولا يخلق مشكلات خاصة بالاستخدام تزيد من تعقيده. يؤدي ذلك إلى استغنائهم عن المنتج مع الوقت، فعميلك المحتمل ليس متخصصًا بالمجال الذي طورت منتجك به. لذا تأكد من توظيف سهولة الاستخدام بعناية، اجعل جميع الخصائص وطريقة تنفيذها واضحة ومباشرة، وخالية من أية مشكلة.

2. سوّق لمنتجك

لاستقطاب أكبر قاعدة ممكنة للمنتج الرقمي الخاص بك، وظف التسويق قبل وبعد مرحلة الإطلاق. فالتسويق الإلكتروني أصبح جزءًا أساسيًا للترويج للأعمال ونتائجها. استعرض مزايا منتجك على مختلف المنصات، مثل مواقع التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، ويمكنك اعتماد التسويق بالعمولة أيضًا. ادعُ العملاء لزيارة صفحة المنتج على بيكاليكا للاطلاع على تفاصيل أكثر، ومن ثم شرائه.

3. لا تتجاهل التغذية الراجعة

بعد شراء العملاء لمنتجك الرقمي والبدء باستخدامه، قد يواجهون عدة مشكلات أو أعطال في أثناء التعامل معه، أو يفقدون وجود خاصية ما مهمة لاستكمال تجربة المستخدم ووظيفة المنتج. من هنا يجب الاستماع لآراء واستفسارات هؤلاء الزبائن بعناية، واتخاذ إجراء سريع ومباشر بعدها، ما يجعلك تكسب ولاء العميل، لاهتمامك باحتياجاته وتوفير متطلباته.

4. طوّر منتجك الرقمي باستمرار

العالم الرقمي في تطور مستمر، ومتطلبات السوق آخذة بالتغير يومًا بعد يوم. تبعًا لذلك، ينبغي أن تتبع المنتجات الرقمية المستجدات الموجودة؛ أما إهمالك لهذا المحور قد يجعل منتجك غير مجدي مع الوقت. لذا تابع التطورات الحاصلة بعناية في السوق المستهدف، وحاول مواكبتها باستمرار، ليحافظ منتجك على قيمته.

5. ابدأ بسوق مستهدف صغير الحجم

في البداية، اجعل قاعدة العملاء والمنافسين المستهدفة صغيرة، فلا تطلق منتجًا منافسًا لفيسبوك مثلاً منذ البداية، أو منتج يستهدف جميع دول العالم. ابدأ بنطاق أصغر، وزِد من حجمه بتطوير المنتج وتحسين إمكانياته، ليكون قادرًا على المنافسة في كل محطة.

ختامًا، ثورة المنتجات الرقمية في العالم العربي تساعد أي شخص متخصص وذا مهارة تقنية بإطلاق المنتج الخاص به، ليصبح مشروعه الخاص الذي يحقق من خلاله الأرباح. ماذا تنتظر؟ ابدأ بتطوير منتجك، ثم راجع إرشادات البائعين وأضفه على متجر بيكاليكا، نحن بانتظارك.

تم النشر في: يونيو 2022
تحت تصنيف: تجارة إلكترونية | منتجات رقمية