9 علامات تؤكد أن تصميم موقعك الإلكتروني سيئ

أصبحت جميع الشركات والأنشطة التجارية تمتلك موقعها الخاص على الإنترنت، فإن لم تكن شركتك موجودة على الإنترنت، فهل هي موجودة أصلًا؟ كذلك انتقلت المنافسة بين الشركات إلى الإنترنت أيضًا، فكلّ شركة تسعى للتميّز والتفوق في موقعها الإلكتروني، سواءً بخصوص تصميمه أو بسهولة استخدامه للزائر الجديد، لكن ما زال البعض لا يعي خطورة أخطاء تصميم المواقع الإلكترونية، فما هذه الأخطاء؟

ما هي أبرز أخطاء تصميم المواقع الإلكترونية؟

هناك العديد من أخطاء تصميم المواقع الإلكترونية، فالأمر لا يقتصر فقط على التصميم البصري للموقع وتصميم واجهة المستخدم User Interface، بل يعتمد أيضًا على تصميم تجربة المستخدم User Experience، وملائمته لشروط تحسين محركات البحث SEO. إلا أنّ هذه النِّقَاط مترابطة مع بعضها البعض، فتحسين واجهة المستخدم وتجربته ينعكس بالإيجاب على ترتيب موقعك في نتائج البحث. سنستعرض بعضًا من أبرز الأخطاء سويًّا، وهي:

أولًا: عدم وضوح الهدف من الموقع للوهلة الأولى

على زائر الموقع الجديد فهم محتوى الموقع والغرض منه في غضون عدّة ثواني من زيارته له، وتُعدّ الصفحة الرئيسة لموقعك المكان المناسب لتطبيق هذا المبدأ كبداية. تخلص من جميع العناصر الزائدة التي لا تؤدي أي دور يُذكر، يتضمن هذا الرسوم البصرية والحركات المشتتة للانتباه. لا تُجبر الزائر على الذهاب لصفحة معينة، أو النقر على رابط، أو حتّى تحريك الشاشة للأسفل لمعرفة الهدف من موقعك.

يدعى الجزء الأول من الصفحة الرئيسة بقسم البطل Hero Section، إذ إن هذه المساحة مخصصة لاستعراض المعلومات الأساسية المتعلقة بنشاطك التجاري لزائر الموقع أو العميل المحتمل مثل: اسم الشركة، وأهدافها، وبعضٍ من العناصر التي تشجع الزائر على اكتشاف موقعك ومنتجاتك بشكل أكبر، كدعوة لاتخاذ إجراء Call To Action على هيئة زر أو رابط.

عدم وضوح هدف الموقع وصعوبة التعرف عليه من الزائر تتسبّب في مغادرته للموقع بسرعة، مما يزيد من معدل الارتداد Bounce Rate لموقعك. معدل الارتداد مقياس يقيس نسبة زوار الموقع الذين غادروه دون تصفّح المزيد من محتواه، أي اطّلعوا على الصفحة الرئيسة فقط. ارتفاع معدّل الارتداد قد يؤثّر بالسلب على ترتيب موقعك ضمن نتائج البحث في بعض الحالات.

ثانيًا: تزاحم العناصر وافتقار التصميم للمساحة البيضاء

بجانب وضوح هدف الموقع، وضوح المحتوى بعيدًا عن العناصر الغير ضرورية وتزاحمها مهم للغاية. سواءً أكانت العناصر جماليّة أو تقدم معلوماتٍ مهمة، فإغراق المستخدم بالمعلومات أمر غير محبّذ، ويتسبب بزيادة العبء أو الحمل الإدراكي Cognitive Load للزائر.

إن كان موقعك يتضمن العديد من المنتجات أو الخدمات التي ترغب بعرضها للمستخدم في صفحة ما، فالحلّ هو استخدام إحدى أنماط تصميم واجهة المستخدم المخصصة لحل هذه المشكلة، عوضًا عن عرض جميع المحتويات دفعةً واحدة.

لا يقتصر الأمر على المنتجات والخدمات، إذ يشمل أيضًا النافذات المنبثقة، والإعلانات، ومقاطع الفيديو تلقائية التشغيل Auto-play. بالإضافة لذلك، استخدم المساحات البيضاء كعنصر تصميم بحدّ ذاته، نقصد هنا التفكير بالمسافات بين العناصر بتروّي وبدقة. إذ تعمل المساحات البيضاء على خلق تصميم بسيط، وبعيد عن التشتيت.

ثالثًا: التصميم غير متجاوب أو مهيّأ للتصفح من الهواتف المحمولة

لربما يكون هذا البند على رأس قائمة أخطاء تصميم المواقع الإلكترونية، فعلى تصميم موقعك الإلكتروني أن يعتني بتوافقية التصفح من الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية بقدر مكافئ، لاعتنائه بتوافقية التصفح من الحاسوب. إذ تشكّل الهواتف المحمولة نحو 56% من الأجهزة المتصفحة للإنترنت. بالتالي، عندما تهمل توافقية موقعك الإلكتروني فأنت تدفع بنصف زوار موقعك لمغادرته.

إضافةً لما سبق، فالمواقع التي لا تحتوي على تصميم مهيّأ للتصفح من الهواتف المحمولة تحصل على ترتيب أقل، مقارنةً بالمواقع المتجاوبة مع الهواتف المحمولة. لا يقتصر التصميم المهيأ للهواتف المحمولة على تعديل حجم العناصر والصفحة فحسب، بل يتضمن تعديل تصميم الموقع، مثل التخلص من النوافذ المنبثقة، نظرًا لمحدوديّة مساحة الشاشة على الهواتف مقارنةً بالحواسيب، واختصار الأسئلة وحقول المعلومات المطلوبة من المستخدم، لأن تجربة الكتابة على الهواتف غير مريحة.

رابعًا: افتقار الموقع لعناصر التحكم واستعراض المحتوى

عناصر التحكم واستعراض المحتوى هي العناصر التي يتفاعل معها زوار الموقع طوال تصفّحهم لمحتوياته، لذا عليك بإعطاء المزيد من الاهتمام لها. يتضمن ذلك، وضع العناصر هذه في أماكن واضحة للمستخدم، وسهولة استخدامها، مع المحافظة على بساطة الواجهة وخلوّها من تزاحم العناصر. بالطبع، هناك بعض العناصر التي اعتاد المستخدم رؤيتها في أماكن معيّنة وعليك بالالتزام بها، مثل شريط التصفح Navigation Bar أعلى الشاشة.

خامسًا: استخدام خطوط صعبة القراءة وأزرار غير قابلة للنقر

لعلّ هذه النقطة من أسهل أخطاء تصميم المواقع الإلكترونية سهولةً في تجنّبها، إذ عليك بتجربة الخطوط التي سوف تستخدمها في موقعك قبل إطلاقه وهذا أمر سهلٌ للغاية. لكن أبقِ في الحسبان أن بعض الخطوط قد يختلف إظهارها ووضوحها، طبقًا لحجم الشاشة التي يستخدمها زائر الموقع ودقّتها، لذا تأكّد من تجربة الخط على مختلف أجهزة العرض. بالإضافة لذلك، تأكّد أن جميع الأزرار الموجودة في موقعك قابلة للنقر، وتنقل الزائر إلى نطاق صالح يمكنه الوصول إليه.

سادسًا: الأخطاء الإملائية والنحوية وركاكة التعبير

لا تقتصر الكتابة السليمة والأسلوب الرصين على المواقع التي تختصّ بالمحتوى المكتوب من مقالات أو أخبار أو دروس، بل هي مهمّة لجميع المواقع مهما كان الهدف منها. تعكس الأخطاء الإملائية والنحوية لزوّار الموقع نقص احترافيّة نشاطك التجاري، وموثوقيّته، مما قد يكون سببًا في عدولهم عن إنهاء عملية شراء خدماتك أو منتجاتك. أضِف إلى ذلك أهمية تجنّب الأخطاء الإملائية وصحة كتابة الكلمات المفتاحية، إذ إنّ هذه الأخطاء قد تكون سببًا في عدم ظهور موقعك أو بعضٍ من صفحاته ضمن نتائج محركات البحث.

سابعًا: عدم اختيار الألوان المناسبة في التصميم

يسعى المصمّم بشكل دائم لخلق تجربة مميّزة في الموقع الإلكتروني، وهذا يتضمّن الألوان أيضًا. لكن في بعض الأحيان يقع في فخّ اختيار الألوان الغير ملائمة، أو المشبعَة، التي تبدو مميّزة للغاية ولكنها تتسبّب بإجهاد للعين في حال التعرض الطويل لها. بالإضافة لذلك، قد يقع الاختيار على مجموعة من الألوان غير المتوافقة والمنسجمة مع بعضها البعض، ممّا يعكس للزائر عدم احترافيّة الموقع بإهماله لهذه النقطة الأساسيّة.

لاختيار اللون المناسب للموقع الإلكتروني الذي تصمّمه، عليكَ أوّلًا فهم تأثير كل لون على نفسيّة المستخدم. على سبيل المثال: يربط المستخدم اللون الأخضر مع البيئة والطبيعة، إذًا هو لون مناسب لتمثيل موقع متخصّص في قضايا الحفاظ على البيئة والطبيعة، بينما يذكّر اللون الأصفر المستخدم بالشمس، فهو لون ممتاز إذا استخدم في موقع إلكتروني لبيع ألواح الطاقة الشمسيّة.

بالطبع، على المصمّم أيضًا أن يلتزم بالألوان المستخدمة في الهويّة البصريّة للعلامة التجاريّة المالكة للموقع. على الألوان المستخدمة في التصميم أن تكون منسجمة مع بعضها البعض، وأن تكون متباينة. تقدّم بعض الأدوات مجموعة ألوان منسجمة بدلًا من أن يختارها المصمم من الصفر، مثل أداة Colorsupplyyy أو أداة Coolors. أبقِ الألوان بسيطة إلى الحدّ الأدنى، لونين أو ثلاث ألوان.

ثامنًا: بطء سرعة تحميل الموقع

قد لا تكون أخطاء تصميم المواقع الإلكترونية مرتبطة دائمًا بالمظهر كما ذكرنا، فسرعة تحميل الموقع الإلكتروني ضروريّة للغاية، إذ قد تكون السبب في فقدانك الكثير من الزائرين، إن اختار المستخدم زيارة موقعك واستغرق تحميله بعضًا من الوقت فهناك فرصة كبيرة بانتقاله لموقع آخر لتجربته. إضافةً إلى أن بطء التحميل قد يكون سببًا في تراجع ترتيب موقعك ضمن نتائج البحث.

لكن ما الذي يسبب بطء تحميل موقعك الإلكتروني؟ في الحقيقة لا يوجد هناك سبب وحيد، بل هناك لائحة من الأسباب، قد تكون المشكلة متعلّقة بالموقع بشكلٍ مباشر، مثل استخدام أوامر برمجيّة تتعارض مع بعض المكونات الأخرى وتسبب أخطاءً، أو أنّ برمجة الموقع غير مثالية والشيفرة المصدرية كبيرة الحجم وتحتاج للتحسينات.

وقد يكون السبب في استخدام الكثير من الإضافات plugins، أو أن هناك بعض الملفات المفقودة، أو بعض الممارسات البرمجية الخاطئة ضمن ملفات CSS المخصصة بتعديل شكل القالب وتنسيقه. وفي هذه الحالة، يفضل تغيير القالب واستبداله بقالب أفضل أكثر تناسقًا وملائمة لموقعك، ستجد في متجر بيكاليكا للقوالب والأعمال الإبداعية، عشرات القوالب المصممة خصيصًا لتناسب احتياجات موقعك.

من الأسباب الشائعة الأخرى لبطء موقعك عدم استخدام بعض المكوّنات مثل APache المستخدم في المواقع المكتوبة بلغة PHP مثل مواقع ووردبريس. أو عدم استخدام شبكة توصيل المحتوى CDN، وهي شبكة من الخوادم الموزعة حول العالم تضمن الوصول لمكونات الموقع بسرعة بغض النظر عن مكان المستخدم الجغرافي.

تاسعًا: إهمال الصور لشروط SEO

يكاد لا يخلو أي موقع إلكتروني من الصور، إلّا أن هنالك شروطًا مهمة يجب أن تنتبه إليها خلال اختيارك لها. إذ تؤثّر بعض خصائص الصورة بشدة على ترتيب موقعك في نتائج البحث، مثل اختيار حجم الصورة المناسب، واختيار صيغة الملف المناسب للصورة (JPEG للصور عالية الجودة، PNG للصور ذات الخلفية الشفافة، WebP للحفاظ على تفاصيل الصورة مع حجم صغير، وغيرها).

لا يقتصر الأمر على دقة الصورة وصيغتها، بل يمتدّ لاختيار كلمات مفتاحية في تسميتها. تحتوي الصورة على خاصيّتين وهما النص البديل alt وعنوان الصورة title، ويجب لكلا الخاصتين أن تصف الصورة بشكل واضح. إذ يظهِر النص البديل وصفًا عن الصورة في حالة لم تظهر لدى زائر الموقع، سواءً بسبب تعطيله لظهور الصور على مستعرضه أو بطء الاتصال.

كانت هذه أبرز أخطاء تصميم المواقع الإلكترونية التي يقع فيها المصمّمون والمطوّرون عند تصميمهم لموقعٍ إلكتروني، ويجب الانتباه لهذه الأخطاء بكونها ستأثّر سلبيًّا على تجربة المستخدم وترتيب موقعك في نتائج البحث، مما سيتسبّب بخفض عدد زوار موقعك.

تم النشر في: مواقع الويب