هل تعرف ما الذي يجعلك تنتقل من كونك مصمم تجيد استخدام أدواتك إلى فنان محترف يعرف كيف يجذب العميل من النظرة الأولى؟ الإجابة بسيطة، ما تحتاجه هو فهم كيف يعمل العقل البشري ويتفاعل مع ما أمامه من معطيات، ثم تُسخِر هذه المعرفة في سبيل الخروج بتصميم لا يمكن للعين تجاهله، ولا يوجد أفضل من مبادئ الجشطالت Gestalt، لتساعدك في الوصول لهذه الغاية.

جدول المحتويات:

ما هي نظرية الجشطالت Gestalt؟

نظرية الجشطالت هي نظرية ألمانية شهيرة في علم النفس، ظهرت في أوائل القرن العشرين، كرد فعل للمدارس الفكرية التي تدعو إلى النظر إلى الأشياء بنظرة التبسيط والتجزيء. إذا تتبنى النظرية وجهة نظر معاكسة، يكون فيها الكل أهم من الجزء، وكل شيء ينتمي إلى نظام أكبر لا يمكن فهمه إلا بالنظر إلى التكوين الكلي له لا فقط أجزائه.

دعنا إذا نبسط الأمر، لنقل إنك تقرأ كلمة ولتكن أحمد، عندما ترى الكلمة لأول مرة، ستفهم المقصد منها، هي كلمة تشير إلى شخص نوعه ذكر، وربما تميل إلى تخيل أحمد هذا بناءً على دائرة معارفك، التي منها من يمتلك هذا الاسم. ستبدأ أولًا في فهم المغزى من كلمة أحمد، ثم ملاحظة عدد حروف الكلمة وطريقة رسمها، وهو شيء لم تكن لتهتم به، لولا النظر إلى الكلمة بشكلٍ كلي أولًا.

بهذا المفهوم غيرت نظرية Gestalt الطريقة التي ينظر بها علماء السلوك إلى العقل البشري، إذ أعادت تشكيل الطريقة التي ننظر بها إلى الأشياء المرئية وكيف يعيد العقل تفسيرها، فحتي لو كانت في الأصل مجموعة من الأجزاء الهامة، هذه الأجزاء لا يمكن فهمها إلا بالتعامل مع الشكل الكلي والنهائي لها.

لماذا يجب أن يهتم المصممون بمبادئ الجشطالت Gestalt؟

لكن ما علاقة نظرية الجشطالت بمجال التصميم؟ في الحقيقة هناك أسباب عدة تدفع المصممين للاهتمام بتطبيق مبادئ الجشطالت، يأتي في مقدمتها كون المصمم يحتاج إلى فهم الآلية التي يعمل بها العقل البشري حتى يتمكن من مخاطبته باحترافية، ونظرية Gestalt تتدرج معه في هذه الآلية، بحيث يعرف كيف يوظفها ويستغلها في سبيل لفت انتباه المستخدم بسهولة.

تساعد نظرية الجشطالت المصمم على فهم لماذا وكيف تنجذب العين إلى أشياء محددة دونًا عن غيرها، وهو ما يساعد بدوره في استغلال المساحات والأشكال بالطريقة المثالية التي تلفت انتباه العميل من النظرة الأولى. الأمر ذاته ينطبق على الاحترافية التي تخرج بها التصميمات، فجشطالت تجعل التصميمات المعقدة تظهر بصورة بسيطة للغاية، مهما احتوت على تفاصيل، مما يجعلها سهلة التميز وصعبة النسيان.

تُعدّ نظرية Gestalt أساسية للعاملين في مجال الـ UX، وذلك لقدرتها على مساعدة المصمم في خلق تجربة مستخدم جيدة، وهو بدوره ما يجعل فرصة التوظيف لمن يطبقها أكبر بكثير عن غيرهم. هذا بالطبع بجانب قدرة المصمم على توفير ربح إضافي جانبي، إذا قام باستغلال خبرته في بيع منتجات رقمية تدير عليه ربحًا وفيرًا.

ما الخصائص الرئيسية لنظرية الجشطالت Gestalt؟

تقوم نظرية Gestalt على مجموعة من العناصر والخصائص الرئيسية، هي:

1.الاستبصار

يقع الاستبصار في مقدمة خصائص نظرية الجشطالت، وفيه تُدحِض النظرية الدعاوى الخاصة بالحفظ والتكرار للتعلم، إذ تؤمن النظرية بأن كل ما يحتاجه الإنسان لفهم وتعلم شيء ما، هو التعرض له مرة واحدة فقط بانتباه لا إجبار ذاته على رؤيته مرارًا دون داع.

أي إذا كنت في حاجة إلى أن يلاحظ العملاء تصميماتك، فهم لا يحتاجون إلى التعرض إليها باستمرار من خلال الإعلانات المدفوعة، إنما نظرة سريعة وواحدة إلى التصميم، يمكنه من خلالها تذكره وحفظه في مخيلته.

2. التنظيم

يأتي مبدأ التنظيم كمكمل للاستبصار، فلا تتوقف عملية الإدراك بالتعرض للمثير الخارجي فقط، بل في تنظيم عملية التعرض له. فاستبصار الشيء أو النظر له غير كافٍ لمعرفة الأنماط أو الأجزاء التي تتكون منه؛ بل بتنظيم ما يراه والكشف عن مكوناته الجزئية، والربط بين بعضها البعض.

أي عند تعرض العميل لتصميمٍ خاص بمطعم وجبات سريعة مثلًا، فأول ما يراه هنا هو التصميم عمومًا، ومن ثم ينتقل إلى عملية التنظيم، إذا يبدأ في ملاحظة كل من شكل الوجبات وحجمها، النصوص المكتوبة، شعار المطعم، رقم التواصل وهكذا.

3. إعادة التنظيم

العنصر الثالث هنا هو إعادة التنظيم، إذ يحاول العقل البشري التغلب على التناقضات أو أي معوقات قد تواجهه عند محاولة تفسير ما يراه، إذا يملأ الفراغات ويجد حلولًا لما هو مفقود في الشيء، ويعيد تنظيم الصورة من جديد ليسهل إدراكها.

فمثلًا إذا كان تصميمك مبني على الاستخدام المتعمد لفراغات أو تناقضات لغرض إبداعي أو فني، فهذا بدوره لن يشتت العميل، بل بالعكس سيعيد عقله تفسير هذه التناقضات بشكلٍ موائم لقناعاته، حتى يمنحه في النهاية تفسير منطقي مقبول لما يراه.

4. الانتقال

بعد التعرض للشيء ومحاولة تنظيمه وفهم التناقضات فيه، يضيف العقل البشري هذه التجربة إلى سجله التعليمي والإدراكي تلقائيًا، إذا تضاف خبرة جديدة إليه يمكنه إعادة استخدامها في تفسير ما يواجهه مستقبلًا بكل سهولة.

تمثل هذه السمة أهمية كبيرة في عملية التعلم والإدراك، إذا تعمل بمثابة مكتبة عقلية من الخبرات المكتسبة السهل استحضارها، في تفسير ما يواجهه الإنسان من مثيرات. فمثلًا عندما يواجه العميل فكرة تصميم مبتكرة صعبة الفهم من أول مرة، تلقائيًا سيستحضر عقله التجارب السابقة في محاولة إيجاد نمط أو أسلوب مناسب لفهم السياق الكلي للتصميم، وعند إيجاده، ستضاف هذه التجربة إلى خبراته الجديدة في لحظتها.

5.الدافعية الذاتية

يُعدّ عنصر الدافعية الذاتية بمثابة شرط أساسي لنجاح عملية التعلم والإدراك، فمن ناحية يمكن تطبيقه على المصمم ورغبته الذاتية في إدراك العلاقة بين الأشياء والرموز من جهة، ومن ناحية أخرى على المستقبِل الذي يتعرض لهذا التصميم ورغبته في فهم ما يتعرض له وما مغزاه.

ما هي مبادئ نظرية الجشطالت Gestalt؟

1. التشابه

وفقًا لمبدأ التشابه Similarity؛ فإن الدماغ البشري يميل تلقائيًا إلى ربط الأشياء ببعضها البعض، لا سيما القريبة نظريًا من بعضها البعض. أي كلما كانت الأشكال أو الموضوعات المعروضة أمام الشخص متشابهة من حيث الحجم أو الشكل أو اللون، حاول الدماغ البشري جمعهم في خانة واحدة؛ يسهل عليه من خلالها فهم الشيء الموجود.

هذا المبدأ يُطبق بكثرة بغرض إبراز الأشياء الهامة في التصميمات أو حتى في المواقع الإلكترونية. فعادةً ما تجد الخانات الخاصة بالتواصل تُكتب بخط ولون معين، مغاير لنفس حجم الخط أو نوعه في الخانات الخاصة باتخاذ قرار ما، أو حتى عناوين الصفحات أو المدونات.

فمثلًا، عند زيارة مدونة بيكاليكا، ستجد أن عناوين المقالات تُكتب بحجم ولون خط مختلف عن الوصف الخاص بالمقالة، وهنا سيتجه عقل الزائر تلقائيًا إلى ربط الأحجام والألوان بالخانة التي ينتمي إليها النص، بدون حاجة إلى الإشارة في كل مرة أن هذا هو عنوان المقالة أو حتى وصفها.

2. التواصل والاستمرارية

يركز مبدأ الاستمرارية والتواصل Continuity في النظرية الجشطالتية على أن أول ما تبحث عنه الدماغ البشرية فيما يُعرض أمامها، هو وجود نمط أو مسار محدد، وستقوم تلقائيًا باتباعه في لحظتها؛ فالعقل البشري يميل إلى إدراك الخطوط أولًا ونمطها بسلاسة، بغض النظر عن طريقة رسمها بالفعل.

فمثلًا عند ملاحظة الشعار الخاص بالمجلة البرتغالية TPM، ستجد نفسك تلقائيًا تتبع المسار الذي قام المصمم بخلقه لك، وذلك من خلال الربط بين الحروف الثلاثة للعلامة التجارية وجعلهم في نمط سلس مريح للعين وجاذب لها.

التواصل والاستمرارية - Revista TPM vector

مصدر الصورة

3. الانغلاق

يُعدّ مبدأ الانغلاق Closure أشهر مبادئ نظرية الجشطالت وأكثرهم تطبيقًا في مجال التصميم. يقوم مبدأ الانغلاق على عنصر إعادة التنظيم، وفيه يحاول العقل البشري التغلب على الفراغات أو النواقص في الشكل أو التصميم المعروض أمامه، ورؤيتها بشكلٍ مثالي في النهاية كما يظهر في شعار شركة IBM.

IBM - مبدأ الانغلاق Closure

مصدر الصورة

الأمر ذاته عند رؤية الشعار الخاص بالصندوق العالمي للحياة البرية، سترى في الوهلة الأولى حيوان الباندا، لكن عند التدقيق في التصميم ستلاحظ الفراغات الموجودة بين رأس الباند وجسده، وكذلك بين الأذنين، ناهيك عن رسم الجسد ذاته الذي يتوافق مع الحروف الأولى للمنظمة وهي WWF.

WWF Logo - الانغلاق

مصدر الصورة

4. التقارب

يركز مبدأ التقارب أو Proximity على دور المسافات في فصل أو توحيد عناصر محددة. أي إن وجود مسافة قريبة بين أشياء معينة، تجعل العقل البشري يوحدهم تحت مظلة واحدة حتى لو اختلفوا في طريقة رسمهم أو الألوان الخاصة بهم. الأمر ذاته إذا زادت هذه المسافة يميل العقل تلقائيًا إلى فصلهم عن بعض حتى ولو تشابهوا في الحجم والنوع.

يُطبق مبدأ التقارب بكثرة في تصميم المواقع الإلكترونية، عادةً ما تجد الأقسام الخاصة يفصل بينها مسافات مناسبة، فتلعب هذه المسافات دور الإطارات غير المرئية الفاصلة. فبدلًا من وضعهم داخل إطار ما، سيفهم المستخدم أن كل قسم منفصل عن الآخر تلقائيًا بسبب المسافات.

فمثلًا عند الاطلاع على الـتذييل الخاص بموقع بيكاليكا، ستجمع عينك تلقائيًا بين الصفحات التي تندرج تحت اسم بيكاليكا، وتفصلها عن الصفحات الخاصة بالبيع والروابط. أما بخصوص وسائل الدفع، ستميل إلى التقارب بين هذه الوسائل بالرغم من الاختلاف بين العلامات التجارية، والأمر ذاته بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي.

5. الواجهة والخلفية

يعتمد مبدأ الواجهة والخلفية Figure/Ground على تمييز الفضاء السلبي في الأشياء، وفصل مقدمة الشيء عن خلفيته، فيعامل كل منهما كموضوعين مستقلين، يحظون بكامل اهتمامه. من الأمثلة الشهيرة على ذلك تصميم شعار شركة Fedex، إذ أجاد المصمم استخدام الفراغ ما بين حرفي E وX في رسم سهم يشير الى اليمين، وهو بدوره ما يعكس رسالة العلامة التجارية في التوصيل السريع للمنتجات.

الواجهة والخلفية - fedex

مصدر الصورة

6. التناظر والنظام

يقوم مبدأ التناظر والنظام Symmetry and Order على قدرة العقل البشري على فهم الأشياء الغامضة أو المنفصلة والربط بينها، إذا ينظر للصورة كاملة متحاشيًا في ذلك التركيز على التفاصيل التي قد تكون غير كاملة أو مبهمة إذا تم التعامل معها بشكلٍ مستقل.

من الأمثلة التي طٌبق فيها مبدأ التناظر والنظام باحترافية، تصميم شعار الألعاب الأولمبية، فبالنظر إليه ستتعامل معه بشكلٍ كلي متلاحم، أم إذا ركزت في الدوائر المنحنية والأشكال الغير مكتملة، فلن تفهم المغزى منه، وقد لا تجد الراحة في النظر إليه كذلك.

olympic logo - التناظر والنظام

مصدر الصورة

7. المصير المشترك

المصير المشترك Common fate في مبادئ النظرية الجشطالتية، يعتمد على كون العقل البشري يميل إلى افتراض مصير محتوم للأشياء ومساراتها إذا كانت في اتجاه واحد معًا، وهو ما يمكن ملاحظته عند رؤيتك لسرب من الطيور في السماء أو ملاحظة الخطوط البيضاء في الطريق.

يظهر مبدأ الـ Common fate بقوة في التصميم عند استخدام العناصر والتأثيرات في الخلفية، لدفع العميل على التركيز في مكان محدد، وهي تتنوع ما بين إضاءات أو خطوط أو رسوم هندسية أو أشكال ثلاثية الأبعاد.

المصير المشترك Common fate في مبادئ النظرية الجشطالتية

كيف تستخدم نظرية الجشطالت Gestalt في التصميم الاحترافي؟

مبادئ نظرية الجشطالت تُعدّ بسيطة للغاية من حيث المفهوم، لكن تطبيقها هو ما يفصل ما بين المصمم التقليدي والمصمم الاحترافي، وعملية التطبيق كما لاحظت في الأمثلة السابقة ليست بالصعبة، كل ما عليك فعله هو فهم عناصر التصميم الخاصة بك، والرسالة النهائية التي ترغب في إيصالها للعميل من خلاله.

فبدايةً، عليك بتنفيذ عناصر نظرية الجشطالت، وأهمها هو التغذية البصرية التي تساعدك على الاستبصار؛ فمن المهم أن تراقب وتتعلم من زملائك دوريًا، تابعهم على المنصات المختلفة، وقارن وحلل لماذا قام باستخدام هذا العنصر هنا، وهذا هناك، كيف أستغل المسافات وكيف برع في جذبك لموضع معين دون عن غيره.

عند وجود تصميم معين، تحتاج فيه إلى ربط ذهن العميل بأشياء محددة، قم بالاستفادة من مبدأ التشابه في استخدام خطوط أو ألوان أو أحجام بنفس النمط، وهو بدوره ما سيجعل العميل يعاملهم ضمن تصنيف واحد أو تحت مظلة مفهوم مشترك.

ومن خلال توظيف مبدأ الانغلاق، يمكنك استخدام الفراغات والأشكال غير المنتهية عن قصد، دون أن تقلق من أن عين العميل لن تعتاد عليها، بل يمكن توظيفها فنيًا بسهولة، فتمنح تصميمك لمسة من البساطة والاختلاف في نفس الوقت.

وفي حالة ما رغبت في دفع العميل إلى النظر إلى شيء محدد في التصميم أو رغبت في نقل عينه من موضع إلى آخر، فلا أفضل من تطبيق مبدأ التواصل والاستمرارية في هذه النقطة، إذا تمنحك هذه الاستراتيجية نمط ومسار غير مرئي في التصميم، تسهل على العين إتباعه من بدايته إلى نهايته.

بالطبع لن تتجاهل مبدأ الواجهة والخلفية في تصميماتك؛ فبعيدًا عن قدرته في لفت انتباه العميل إلى أكثر من عنصر في نفس الوقت، إلا إن بإمكانك توظيفه فنيًا، بحيث تبرز عناصر معنية في التصميم، أو تشكل رسائل إضافية مخفية كما فعلت fedex في تصميم شعارها.

لن ننسى أيضًا مبدأ التناظر، والذي من خلال ستمتلك حرية أكبر في ربط أكثر من عنصر مختلف في شيء واحد، دون أن تقلق من انزعاج العميل أو تشتته، بل بفضل تطبيق هذا المبدأ، ستتمكن بسهولة بالتلاعب بالأحجام والأشكال والألوان، وسيظل عميلك منجذبًا إلى تصميمك بسهولة.

أما فيما يتعلق بمبدأ المصير المشترك، فهو أكثر مبادئ النظرية تطبيقًا من قِبل المصممين، دون حتى أن يعوا خلفيته العلمية؛ كل ما عليك فعله هو توظيف نمط معين أو شكل في اتجاه ترغب في لفت انتباه العميل إليه، أو تجعله يركز على ما بينه، وستنجح في هذه المهمة بسهولة.

المهم هو أن تعرف كيف ومتى ولماذا تطبق أي من المبادئ السابقة في تصميماتك؛ فحشو كافة المبادئ في تصميم واحد دون داعي، لن يجعله تصميم احترافي أو مميز، بل على العكس تمامًا، لذلك تذكر دائمًا أن الاستبصار والتعلم المستمر هما أدواتك الأساسية لكي تصبح مصمم محترف يجيد استخدام أدواته، وقادر على تطبيق نظرية الجشطالت فيها بسهولة.

وعندما تصل إلى المستوى الذي يمكنك فيه مشاركتنا إبداعاتك، فلا تدخر جهدًا في استثمار هذه الخبرة لتحقيق دخل مستمر من خلال عرض تصميماتك في شكل منتجات رقمية البيع على موقع بيكاليكا، متجر المنتجات الرقمية الجاهزة.

تم النشر في: أبريل 2023
تحت تصنيف: تصميم | تصميم واجهة المستخدم