ما اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت الأصيلة Native واﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﻬﺠﻴﻨﺔ Hybrid؟

يشهد مجال تطوير التطبيقات تطورًا سريعًا في التقنيات المستخدمة للتطوير؛ بهدف تحسين فعالية الخدمات والحلول البرمجية المقدمة وتقليل تكلفة تطويرها. فكانت في البداية التطبيقات الأصيلة Native Apps، ثم ظهرت التطبيقات الهجينة Hybrid Apps، وزاد هذا التنوع حيرة اتخاذ قرار تطوير تطبيق جديد. فما اﻟﻔﺮق ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت الأصيلة Native واﻟﺘﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﻬﺠﻴﻨﺔ Hybrid؟ وأيهما أكثر مناسبة لك؟

جدول المحتويات:

ما المقصود بتطوير التطبيقات؟

يتضمن تطوير التطبيقات عدّة عمليات تبدأ بجمع المتطلبات وتحليلها، وتصميم واجهات التطبيق ومحتوياته، مرورًا برمجة التطبيق والذي يشمل برمجة الواجهات الأمامية والخلفية، بالإضافة إلى عمليات الاختبار اللازمة للتأكد من خلوه من الأخطاء وموائمته للهدف المطلوب، وصولًا إلى عمليات النشر والصيانة الدورية.

ينتج عن هذه العمليات التطبيقات المختلفة التي تعمل على الأجهزة والمنصات بأنواعها، مثل الجوال والحاسوب والويب وغيرها، لتساعد المستخدمين على تلبية احتياجاتهم، وتوفير الوقت وتسهيل معظم المهام وتحسين إنتاجيتها. تنقسم هذه التطبيقات حسب المنصة التي تستهدفها إلى نوعين، التطبيقات الأصيلة والهجينة.

ما هي التطبيقات الأصيلة Native Apps؟

تستهدف التطبيقات الأصيلة نظام تشغيل معيّن دون غيره، فمثلًا التطبيقات المُبرمَجة لنظام الأندرويد لن تعمل على نظام iOS، والعكس صحيح. وتختلف تبعًا لذلك لغات البرمجة الخاصة بكل نسخة، والتي تسمى باللغات الأم لنظام التشغيل. فتُستخدم لغة جافا Java أو كوتلن Koltin لبرمجة تطبيقات أصيلة خاصة بنظام الأندرويد.

في حين تستخدم لغة سويفت Swift أو أوبجكتف سي Objective-C لبرمجة تطبيقات أصيلة خاصة بنظام التشغيل iOS. بينما التطبيقات الموجهة لنظام ويندوز فون Windows Phone، فهي تُبرمج باستخدام سي شارب #C.

مزايا التطبيقات الأصيلة

تتمتع التطبيقات الأصيلة بالعديد من المزايا من أهمها:

1. إمكانية تحكم كبيرة

تتيح التطبيقات الأصيلة Native Apps للمبرمجين إمكانية واسعة في التعامل مع العتاد الفيزيائي مثل: الوصول إلى الكاميرا والمايكروفون، والحساسات والملفات المختلفة، بالإضافة إلى قواعد البيانات بصورة واسعة وبخيارات تحكم مختلفة. كما تسمح بالوصول إلى وظائف نظام التشغيل بشكلٍ كامل دون قيود.

2. تجربة مستخدم ممتازة

تقدم التطبيقات الأصيلة تجربة مستخدم User Experience عالية الجودة، إذ تتفاعل عناصر التطبيق مع المستخدم بسرعة كبيرة، ويحدث الانتقال بين الصفحات بسلاسة وسرعة. كما تتقيد التطبيقات الأصيلة بالشكل المعتاد للواجهات والسلوك المألوف للمستخدم؛ بسبب احتواء كل لغة أصيلة على أدوات تطوير مكونات الواجهة المرئية (UI) متناسبة بشكلٍ كبير مع النظام المُستهدف.

3. أداء ذو كفاءة عالية

تتمتع التطبيقات الأصيلة بأداء عالي المواصفات، والسبب في ذلك أن الشيفرة البرمجية الخاصة بها سريعة التنفيذ ولا تحتاج إلى منصات أو مكتبات خاصة لتنفيذها. كما تقدم أمان عالٍ للمعلومات؛ وذلك بسبب تخصيص الشيفرات البرمجية للنظام الذي ستعمل عليه حصرًا.

عيوب التطبيقات الأصيلة

على الرغم من المزايا التي تتمتع بها التطبيقات الأصيلة، إلا أنها لا تخلو من بعض العيوب، ومنها:

1. ليست متعددة المنصات

لا يمكن تشغيل التطبيقات الأصيلة خارج النظام الذي طُوِّرَت له من البداية، وتتطلب عملية إنشاء نسخة مشابهة من التطبيق نفسه تعمل على نظام تشغيل آخر، تطوير التطبيق مرة أخرى من الصفر باستخدام لغة برمجة مختلفة.

2. تحتاج فريق من المختصين

يتطلب تطوير كل نسخة من التطبيقات الأصيلة توظيف العديد من المبرمجين الخبراء بكل لغة برمجة بشكلٍ منفرد، وهذا بدوره يزيد الوقت والجهد والتكلفة المادية المطلوبة لإنجاز التطبيق. وكذلك الأمر بالنسبة للتعديل، إذ يجب تعديل أكثر من مشروع واحد.

ما هي التطبيقات الهجينة Hybrid Apps؟

تشير الهجانة في اسم هذه التطبيقات إلى الدمج بين أنواع أنظمة التشغيل التي تستهدفها، فهي لا تعمل على نظام تشغيل معين دون غيره كما هو الحال في التطبيقات الأصيلة، بل تنتج نسخة واحدة تعمل على كل من نظامي أندرويد Android وآي أو أس iOS معًا.

تتحقق هذه الهجانة باستخدام أُطر عمل وتقنيات حديثة تجمع بين خصائص النظامين، يتعلمها مطور التطبيقات الهجينة ويوظفها لإنجاز المطلوب. مع إمكانية تخصيص بعض العناصر حسب كل منصة لتتناسب مع متطلباتها وميزاتها. تُبرمج التطبيقات الهجينة بواسطة لغات وتقنيات الويب مثل HTML وCSS وJavascript؛ لتُنتج صفحات ويب تُعرض داخل متصفح النظام الهدف Native Browser.

عند الحاجة لبعض العناصر الخاصة بالنظام الأصلي، يمكن الاستعانة بالإضافات Plugins، وهي عبارة عن شيفرات برمجية مكتوبة باللغة الأم تتيح تشغيل تطبيقات الويب على جهاز الجوال، بهدف زيادة إمكانية التعامل مع مكونات عتاد الجهاز الفيزيائي، مثل الكاميرا والملفات ومسجل الصوت والبلوتوث ونظام تحديد المواقع العالمي GPS وغيرها.

مزايا التطبيقات الهجينة

تمتلك التطبيقات الهجينة العديد من المزايا، من أهمها:

1. توفير الوقت والتكلفة

لا يتطلب تطوير التطبيقات الهجينة الوقت الطويل ولا التكلفة المرتفعة كما بالتطبيقات الأصيلة. إذ يمكن تطوير تطبيقات هجينة تعمل على منصات مختلفة عبر كتابة الشيفرة البرمجية لمرة واحدة فقط، ولا يتطلب الأمر سوى الخبرة بتقنيات الويب الشائعة. حتى عند الحاجة لإضافات معينة، يمكن الاستفادة من العدد الكبير من مكتبات الويب التي تخدم التطبيق في الكثير من تفاصيل التصميم والوظائف.

2. تجربة مستخدم جيدة

توفر التطبيقات الهجينة Hybrid Apps تجربة مستخدم جيدة نوعًا ما، فهي متسقة مع جميع أنظمة التشغيل، وتوفر سرعة في تحميل محتوى ورسومات الواجهة، مما يزيد من احتمالية قبول متاجر التطبيقات للتطبيق مقارنةً بالتطبيقات الأصيلة. كما توفر مرونة في تخصيص عناصر الواجهات، فمثلًا يختلف شكل الشريط العلوي لواجهات أجهزة آيفون عن شكله في أجهزة الأندرويد، ويمكن تخصيصه ليناسب المنصة الهدف.

عيوب التطبيقات الهجينة

على الرغم من المزايا التي تتمتع بها التطبيقات الهجينة والتقدم الذي حققته، إلا أنها لا تخلو من بعض العيوب، ومنها:

1. أداء غير مستقر

يعتمد عمل التطبيقات الهجينة على المكون webview، وبالتالي يرتبط أداء التطبيق الهجين بأداء هذا المكون، إلا أن هذا العيب غير أساسي؛ فهو يتراجع بعد أن قامت كل من شركتي غوغل Google وآبل Apple بإضافة العديد من التحسينات على المكون webview، لزيادة جودة أدائه وقوتها.

كما ساعد أيضًا التطور الكبير في قدرات المعالجة للأجهزة المختلفة على تخفيف هذا العيب، وزاد من سرعة التطبيقات الهجينة لتصل إلى أداء مقارب للتطبيقات الأصيلة. ولكن تبقى التطبيقات الأصيلة أسرع في الأداء، وأكثر استقرارًا.

2. كثرة الاختبارات

تحتاج التطبيقات الهجينة إلى إجراء العديد من الاختبارات قبل إطلاق التطبيق، للتأكد من ملائمته لجميع أنظمة التشغيل المُستهدفة، وأنه يعمل بطريقة صحيحة مع متصفحات العملاء. كل ذلك يزيد من عبء تطوير التطبيق الهجين.

أشهر أطر العمل لتطوير التطبيقات الهجينة

ازدادت شعبية التطبيقات الهجينة بين المطورين بشكلٍ كبير؛ بعدما تغلبت على عيوب التطبيقات الأصيلة، وظهرت نتيجةً لذلك العديد من إطارات العمل بهدف مساعدة مطوري التطبيقات الهجينة على بناء التطبيقات المميزة بسهولة وفعالية كبيرة؛ وذلك عن طريق توفير مجموعة واسعة وغنية من الموارد والأدوات. من أهم هذه الإطارات:

إطار عمل Ionic

آيونك Ionic هو إطار عمل مجاني مفتوح المصدر طُوّر من قِبَل «دريفتي Drifty Co»، ويُعد من أشهر إطارات العمل الموجودة في المجال لبناء التطبيقات الهجينة باستخدام تقنيات الويب. يتميز إطار عمل Ionic بمجتمع كبير من المطورين الداعمين، ويقدم ميزات عديدة مثل: حزم التطبيقات القائمة على Cordova وإضافات لبناء واجهات بتصاميم مميزة، وتتمتع التطبيقات المبنية من خلاله بأداء قوي بسبب الدمج مع AngularJS.

إطار عمل React Native

يناسب إطار العمل React Native المبرمجين الذين سبق لهم استخدام JavaScript، لأنه يعتمد عليها بشكلٍ أساسي. طورت هذا الإطار شركة فيسبوك Facebook وبُني من خلاله العديد من التطبيقات الشهيرة مثل: فيسبوك، وانستقرام، وأوبر، وسكايب وغيرها الكثير من التطبيقات الهجينة القوية سريعة الأداء، والتي يتجاوز عدد مستخدميها الملايين.

إطار عمل Flutter

فلاتر هو إطار عمل شائع الاستخدام طورته شركة غوغل، واستُخدم لتطوير تطبيق علي بابا Alibaba الشهير. يمتلك فلاتر مجتمع مطورين متسارع النمو، ولا يعتمد على أي من تقنيات الويب المعروفة، بل يلزم لاستخدامه تعلّم لغة البرمجة الخاصة به وهي لغة دارت Dart؛ وهي ما يعده البعض سلبية له.

إطار عمل Onsen UI

يُعدّ Onsen UI إطار عمل حديث نسبيًا في مجال تطوير التطبيقات الهجينة، ومع ذلك فهو منافس قوي لإطار العمل ionic. ميزاته أنه مفتوح المصدر ومجاني وسهل الاستخدام، ويتمتع بمرونة كبيرة، كما أنه متوافق مع JQuery وAngularJS.

إطار عمل Mobile Angular UI

Mobile Angular UI هو إطار عمل مجاني ومفتوح المصدر أيضًا، يستخدم تقنيات Bootstrap 3 وAngularJS، ويعتمد على مكتبات قوية مثل fastclick.js وoverthrow.js، لبناء تطبيقات هجينة تفاعلية تتميز بتجربة مستخدم فريدة.

إطار عمل Framework7

Framework7 هو إطار عمل مستقل ومستقر، لا يعتمد على AngularJS، بل يعتمد على تقنيات الويب المعروفة HTML وCSS وJavaScript، لبناء تطبيقات هجينة ذات أداء ممتاز وتصاميم مميزة.

إضافةً إلى ذلك، يوجد العديد من إطارات العمل الأخرى مثل: PhoneGap وNativeScript وRubyMotion وAppcelerator Titanium و Fuse Tools وWeex، والتي يمكن باستخدامها جميعًا لإنشاء تطبيقات هجينة، وتكمن الاختلافات بينها في بعض التفاصيل والمميزات التي يقدمها كل إطار.

ما الفرق بين التطبيقات الأصلية والتطبيقات الهجينة؟

يكمن الفرق الرئيسي بين التطبيقات الأصيلة والهجينة بكيفية استضافة نظام التشغيل المستهدف للتطبيق، إذ تعمل التطبيقات الأصيلة كجزء من نظام التشغيل. أما التطبيقات الهجينة، يستقبلها نظام التشغيل عبر تقنية مُساعدة تُعرف باسم Webview في نظام أندرويد، وUIWebView في نظام iOS.

يمكن تشبيه التطبيق الهجين وكأنه يعمل من خلال متصفح ويب، ولكن بشاشة كاملة. لا يمكن للمستخدم النهائي التفريق بين التطبيقات الأصيلة والهجينة من خلال المظهر فهي متشابهة جدًا، ولكن يُعرف التطبيق الهجين من خلال الاطلاع على الشيفرة البرمجية الخاصة به.

هل الأفضل تطوير تطبيق أصيل أم تطبيق هجين؟

يجب أخذ الوقت الكافي لاتخاذ القرار المناسب حول نوع التطبيق الذي سيُطوّر؛ إذ تختلف المتطلبات من تطبيق لآخر، وتقع مسؤولية الاختيار على المطور الذي يعمل على المشروع بناءً على المعايير التي يضعها بعد الحصول على إجابة بعض التساؤلات مثل:

  • هل تُعدّ السرعة عنصرًا مهمًا في هذا التطبيق؟
  • ما هي الميزانية المحددة لكل من عمليتي التطوير والصيانة؟
  • هل يستدعي التطبيق الاتصال الدائم بالإنترنت؟ أم يمكن تقديم كامل الوظائف بدون الحاجة للاتصال؟
  • هل يحتاج التطبيق للوصول إلى وظائف خاصة بنظام التشغيل؟
  • هل تحقيق تجربة مستخدم مميزة هي أولوية في هذا التطبيق؟
  • هل يستخدم غالبية الجمهور المستهدف التطبيق من أجهزة بنظام IOS؟
  • هل توجد خطط تطويرية للتطبيق بعد الإطلاق الأول، كإضافة ميزات برمجية جديدة مع مرور الوقت؟

قد توجد أسئلة إضافية أيضًا لما سبق، تُساعد جميعها على انتقاء الخيار الأفضل. فعلى سبيل المثال، لتطوير تطبيق يستهدف أجهزة IOS فقط، يُنصح بتطوير تطبيق أصيل باستخدام لغات البرمجة الأم، لأنه سيعطي التطبيق قوة واستقرار أكثر من حيث الأداء. أما لتطوير تطبيق متوسط التعقيد والحجم يستهدف أكثر من نظام تشغيل ويحتاج تعديلات دائمة، فالخيار الأفضل هنا هو تطوير تطبيق هجين.

مرحلة اختيار نوع التطبيق قيد التطوير من أهم مراحل عملية التطوير الكاملة؛ لما لها من تأثير أساسي على المنتج البرمجي النهائي، ويجب فهم جميع التفاصيل الخاصة بالاختلافات بين التطبيقات الأصيلة والهجينة قبل الالتزام بمسارٍ تطويريّ معين؛ لضمان الحصول على تطبيق متوافق مع الأهداف المحددة له.

تم النشر في: تطبيقات الويب