يعتقد البعض أن أهمية مواقع وتطبيقات الويب تراجعت بعد الانتشار الكبير لتطبيقات الجوال وأنها تحل مكانها، لكن هذا الاعتقاد غير صحيح، إذ لا يزال تطوير الويب من أهم مجالات العمل، سواء في العمل بدوام كامل أو في العمل الحر. فما هو تطوير الويب؟ وكيف يمكنك تعلم تطوير الويب واحترافه؟
جدول المحتويات:
- ما هو تطوير الويب Development Web؟
- لماذا يجب أن تتعلم تطوير الويب
- أهم تخصصات تطوير الويب
- لغات تطوير الويب الأساسية
- مسار تعلم تطوير الويب باحترافية
ما هو تطوير الويب Development Web؟
يهتم مجال تطوير الويب ببناء المواقع الإلكترونية وتطبيقات الويب وتطويرها، لتلبية احتياجات المستخدمين. تشمل عملية تطوير الويب مجموعة واسعة من المهام، يقوم بها مطوري الويب باستخدام لغات البرمجة والتصميم المناسبة لكل مرحلة. تختلف هذه المهام من موقع لآخر وكذلك الأمر بالنسبة للتطبيقات، ولكن عادةً ما تتضمن مهام أساسية.
تشمل المهام الأساسية تجميع المعلومات الأولية حول المشروع ومجال عمله، وتصميم الشكل العام وتنفيذه، ثم برمجة الموقع أو التطبيق، وإنشاء المحتوى، وبناء وإدارة قواعد البيانات الخاصة بتخزين البيانات، وإجراء العديد من اختبارات الأداء قبل الإطلاق، نشره على الإنترنت. كما يمكن القيام بمهام إضافية مثل: تحليل البيانات بعد الإطلاق بهدف تحسين الأداء، وإجراء الصيانة الدورية.
لماذا يجب أن تتعلم تطوير الويب؟
يُعدّ تطوير الويب من أكثر المهن المطلوبة حاليًا في سوق العمل، ويزداد الطلب عليها باستمرار بسبب ازدياد الوعي العام بأهمية هذا المجال لجميع قطاعات الأعمال. إليك بعض الأسباب التي ستدفعك جديًا إلى البدء في تعلم تطوير الويب:
1. لا يتطلب شهادة أكاديمية
على عكس المهن التقليدية المختلفة بما فيها الطب والهندسة والمحاماة وغيرها، لا يتطلب تعلم تطوير الويب شهادة أكاديمية، فلا يجب الحصول على اعتراف رسمي لتتمكن من ممارسته. إضافةً إلى أن غالبية مطوري الويب المعروفين تعلموا ذاتيًا، وبدون الحصول على أي شهادة جامعية في اختصاصات تطوير الويب المختلفة، فهو لا يتطلب منك سوى جهاز كمبيوتر واتصال جيد بالإنترنت، وبعض الجدية والاهتمام والمثابرة.
2. سهل التعلم
نظرًا لانتشار العمل في مجال تطوير الويب بشكلٍ كبير، أصبح المحتوى التعليمي الخاص بالمجال متاحًا بسهولة وكثرة ومن قِبل الكثير من المختصين في المجال. كما أن المسارات التعليمية أصبحت أوضح وأكثر تفصيلًا لكل تخصص. إضافةً إلى وجود الكثير من المجتمعات الخاصة بكل لغة، والتي تمكّنك من اللجوء إليها لحل أي مشكلة برمجية تواجهك عند البدء بالعمل، مما يختصر عليك الوقت.
3. متجدد دومًا
يُعدّ تطوير الويب من أكثر المهن تطورًا، كما يتكيف بسرعة مع التقنيات الحديثة، ولا ينحصر في مجال مواقع الويب الموجهة لأجهزة الحاسوب، بل يشمل أيضًا المواقع الموجّهة إلى أجهزة الموبايل، والشبكات الاجتماعية، وأجهزة التلفاز الذكية، والأجهزة القابلة للارتداء وغيرها. على مطور الويب الآن أن يأخذ هذه المنصات الجديدة بالحسبان عند تنفيذ مشاريعه؛ إذ لم تكن متاحة مُسبقًا.
4. واسع النطاق
يتميز تطوير الويب بكثرة التخصصات الفرعية، فإن كنت تفضل التصميم؛ يمكنك احتراف العمل في الواجهات الأمامية Front end، أما في حال كنت تفضل البرمجة؛ يمكنك العمل في البنية التحتية التي تشغل الموقع Back end، كما يمكنك التركيز على أنظمة إدارة المحتوى مثل ووردبريس.
5. مُربح ماديًا
لا تتمتع هذه المهنة بالإقبال والطلب الكبيرين عليها فحسب، بل بمعدل ممتاز للرواتب والأجور. تختلف بالطبع هذه الأرقام حسب الخبرة التي تمتلكها، ونوع المهام التي تؤديها، وكذلك الشركة التي تعمل بها وموقعها الجغرافي ومجال الصناعة، ولكن جميعها تكون مبالغ مرتفعة. كما يمكنك الاستفادة مما تعلمته، وإنشاء دورات تدريبية لتعليم تطوير الويب لنقل خبرتك للآخرين.
أهم تخصصات تطوير الويب
يظن البعض أن مجال تطوير الويب يتضمن تخصصًا واحدًا، وهذا غير صحيح، إذ يضم عدّة تخصصات فرعية هي:
- تصميم الواجهات الأمامية Front-End: يختص مصمم الواجهات الأمامية بتطوير العناصر التي تظهر في واجهة المستخدم، وطريقة عرضها وتوزيعها. من أهم هذه العناصر الصور بأنواعها سواء ساكنة أو متحركة، والنصوص ومقاطع الفيديو وأنواع الخطوط المكتوبة بها والأزرار وأحجامها. وذلك بهدف تحقيق تجربة مستخدم مميزة ومريحة، لتسهّل تعامل المستخدم مع تطبيق أو موقع الويب.
- برمجة الواجهات الخلفية Back-End: يناسب هذا التخصص المبرمجين الذين يفضلون العمل في تطوير البنية التحتية، اللازمة لتشغيل موقع أو تطبيق الويب. يحدث فيه معالجة طلبات المستخدم وتأمين الاتصال السريع بقواعد البيانات، لتأمين الإجابة المناسبة لطلب المستخدم، والتحقق من الأمان من خلال خلوّه من الثغرات التي قد يستغلها المهاجم.
- تطوير الويب الشامل Full-Stack: يشمل هذا التخصص كل من التخصصين السابقين، إذ يعمل المطور الشامل على بناء موقع أو تطبيق الويب من الألف إلى الياء. إذ يقوم بتطوير وتصميم العناصر التفاعلية للموقع، واختيار لغات البرمجة المناسبة لكل مرحلة، وتعديل قواعد البيانات، وتنفيذ الطلبات من العميل ونشر الموقع على شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى بعض الخبرة في إدارة العمليات DevOps، وغيرها من المهام اللازمة لإكمال المنتج النهائي.
ما هي لغات تطوير الويب الأساسية؟
تختلف اللغات المستخدمة في تطوير الويب باختلاف التخصص، فهنالك لغات خاصة بتصميم الواجهات الأمامية وهناك لغات أخرى خاصة بتطوير الواجهات الخلفية.
لغات تصميم الواجهات الأمامية
يطلق عليها لغات تصميم الويب، تهتم هذه اللغات ببناء الهيكل العام لموقع الويب، بالإضافة للمحتوى الذي تتضمنه والذي يشمل العناصر المرئية. هذه اللغات هي:
- HTML: تُعدّ اللغة الأساسية في مجال تطوير الويب، وتصف هيكل أو بِنية صفحات الإنترنت والعناصر التي تتضمنها، عن طريق كتابة شيفرات بسيطة تدعى الوسوم، تتميز بسهولة تعلمها خلال وقت قصير.
- CSS: هي اللغة المسؤولة عن كل ما يراه المستخدم النهائي وتكمل عمل HTML، إذ تقوم بتنسيق العناصر المكتوبة بها. وتحدد كل ما يخص المحتوى البصري؛ من أنماط وأنواع الخطوط والخلفيات والحدود والألوان والصور والأشكال، بالإضافة إلى الرسوميات المختلفة.
- JavaScript: تتميز هذه اللغة بقدرات عالية وتمتلك دعم قوي، مما يجعلها لغة مشتركة بين الواجهات الأمامية والخلفية معًا، إذ تسمح لك بإنشاء عناصر الويب الديناميكية مثل: الأزرار القابلة للنقر أو الرسومات المتحركة في الواجهات الأمامية، وتأمين الاتصال بقواعد البيانات، وتشغيل الشيفرة البرمجية المكتوبة بها خارج المتصفحات في الواجهات الخلفية.
لغات تطوير الواجهات الخلفية
تختص هذه اللغات بإضافة الحيوية إلى عناصر الواجهة الأمامية، ليتمكن المستخدم من التفاعل معها، كما تعالج تفاعلات المستخدم مع هذه العناصر من طلبات أو عمليات تسجيل دخول أو خروج، وتأمين الاتصال بقواعد البيانات لتخزين البيانات واستخراجها، وتنظيمها وإرسالها إلى الواجهات الأمامية، ليتمكن المستخدم من استعراضها. أبرز هذه اللغات:
- Python: نالت هذه اللغة شهرة واسعة، لامتلاكها العديد من المميزات مثل: تعدد الاستخدام والقابلية الكبيرة للتطوير والتكامل مع لغات البرمجة الأخرى. إذ تمكّنك من بناء المواقع المعقدة بسهولة، إضافةً إلى التعامل مع قواعد البيانات والبريد الإلكتروني، وتطوير المتاجر الإلكترونية، وبناء المدونات الشخصية.
- Ruby: هي لغة برمجة كائنية التوجه للأغراض العامة، لديها التزام قوي بمعايير الويب، وتسمح لك بإنشاء الخوادم ومعالجة البيانات، وبناء برامج إدارة المهام، أو تطبيقات ويب لإدارة المحتوى، أو حتى تطوير شبكة اجتماعية.
- PHP: تُعدّ أشهر وأقدم لغة لتطوير الواجهات الخلفية وأكثرها استخدامًا، حتى أن أنظمة إدارة المحتوى مثل: ووردبريس WordPress، وجوملا Joomla، ودروبال Drupal بُنيت بالاعتماد على لغة PHP.
تمتلك كل لغة العديد من الإضافات والمكتبات، وأطر العمل التي تسهّل سير العمل وتساعدك على تسريع وتيرته. لذا يساعدك تعلمها على احتراف هذا المجال بشكلٍ أكبر.
كيف تتعلم تطوير الويب خطوة بخطوة
ينقسم مسار تعلم تطوير الويب إلى قسمين حسب التخصص الذي تريد العمل به، إذ يوجد مجال تطوير الواجهات الأمامية ومجال تطوير الواجهات الخلفية، كما يمكنك تعلم التخصصين لتصبح مطور ويب شامل. مع ذلك توجد مفاهيم أساسية يُفضّل الاطلاع عليها وفهمها، لتكوين فكرة أعمق حول المجال عمومًا قبل الغوص في التفاصيل، ومن أهم هذه المفاهيم:
- الإنترنت: يفضل الإلمام بالمصطلحات الأساسية في عالم الإنترنت مثل: المتصفحات والاستضافة واسم النطاق وDNS وHTTP، وأنواع كل منها وآلية عمله.
- أنظمة التشغيل: المعرفة العامة بآلية عمل أنظمة التشغيل ومفاهيمها مثل: إدارة الذاكرة والتواصل عبر العمليات، وإدارة المدخلات والمخرجات، وكيفية استعمال سطر الأوامر وأشهر الأوامر المستخدمة فيها.
- أمن الويب: الإلمام بمفاهيم الأمان مثل: مفهوم سياسة أمن المحتوى وسياسة تعدد الموارد CORS، وقائمة OWASP للثغرات الأمنية وبروتوكول HTTPS.
- الاختبار: معرفة مرحلة الاختبار، وأهميتها في تطوير الويب. والإلمام بأنواع الاختبارات الأساسية مثل: الاختبار الوظيفي، واختبار الأداء والتشغيل والتكامل والحمولة وغيرها، والأدوات المناسبة للقيام بها.
مسار تعلم تطوير الواجهات الأمامية
يتضمن هذا المسار تعلم تفاصيل اللغات الخاصة بتطوير الواجهة الأمامية، بدءًا بأساسيات كل لغة وإضافات أخرى وهي:
- لغة الترميز HTML: كيفية إعداد أفضل كتابة للوسوم، واستخدام عناصر اللغة المنطقية والنماذج، والتحقق من صحة المُدخلات.
- لغة التنسيق CSS: كيفية إنشاء تصميم متجاوب مع مختلف المقاسات، وإنشاء تخطيط الصفحات.
- لغة البرمجة جافا سكريبت JavaScript: الواجهة ajax، نظام الوحدات modular، التعامل مع شجرة DOM وتعديلها، رفع الدوال hoisting، انتشار الحدث event bubbling، المجال scope، مفهوم prototype، الوضع الصارم strict mode.
يمكنك اختصار الوقت اللازم للبحث عن كل هذه المفاهيم وتجنب الغوص في تشعباتها، من خلال الالتحاق بدورة تطوير واجهات المستخدم المقدَّمة من أكاديمية حسوب، وأعدها نخبة من أفضل المبرمجين العرب بتسلسل بسيط وواضح. تتألف الدورة من 58 ساعة فيديو، ستمكّنك من تعلم لغات التصميم المذكورة سابقًا، والتعرف على أهم مفاهيم المجال مثل: الواجهة الأماميّة والتصميم المتجاوب، وكيفية استخدام أحدث أدوات التطوير Bootstrap، وتوليد مواقع ثابتة باستخدام إطار العمل Hugo.
مسار تعلم تطوير الواجهات الخلفية
يتضمن هذا المسار تعلم تفاصيل اللغات الخاصة بتطوير الواجهة الخلفية، بدءًا بأساسيات كل لغة ومفاهيم أخرى مثل: وقت التشغيل runtime والمزامنة concurrency وإدارة الذاكرة والعمليات. إضافةً إلى المعرفة بمبادئ قواعد البيانات والواجهات البرمجية APIs. للبدء بتعلم تطوير الواجهات الخلفية، عليك اختيار لغة البرمجة المناسبة لك وللمهام التي تفضل القيام بها أولًا.
فإذا كانت لغة بايثون هي اختيارك كالكثير من المبتدئين، نرشح لك الالتحاق بدورة تطوير التطبيقات باستخدام لغة Python، التي ستتعلم فيها أساسيات لغة بايثون، وإطاري العمل جانغو Django وفلاسك Flask، مع التطبيق العملي واستخدامهما في تطوير تطبيقًا عمليًا لإدارة المهام، ومتجرًا إلكترونيًا متكاملًا، وتطوير واجهة برمجية لمعالجة الصور. ناهيك عن تعلم أساسيات تحليل البيانات، وكيفية بناء إضافات برمجية لنظام أودو Odoo لإدارة الأعمال.
إما إن كنت تفضّل لغة PHP، فيمكنك الالتحاق بدورة تطوير تطبيقات الويب باستخدام لغة PHP، التي ستتعلم فيها أساسيات لغة PHP وإطار العمل الشهير Laravel، ومبادئ قواعد البيانات والتطوير باستخدام معمارية MVC. ومن ثم توظيف هذه المعرفة النظرية في إنشاء موقع إعلانات مبوبة، ومتجر إلكتروني لبيع الكتب، إضافةً إلى إنشاء قوالب ووردبريس احترافية، والعديد من الأمور الأخرى.
وإن كنت ترغب في تعلم لغة روبي، فإن دورة تطوير تطبيقات الويب باستخدام لغة Ruby هي خيارك الأمثل. إذ تتألف من 20 ساعة تدريبية، تتعلم فيها أساسيات لغة Ruby وإطار العمل Ruby on Rails، وأسلوب البرمجة كائنية التوجه. ثم الانتقال للقسم العملي وبناء تطبيق إدارة محتوى، وشبكة اجتماعية تشبه تويتر، ومجتمع إلكتروني يشبه حسوب I/O.
أخيرًا، أثبت مجال تطوير الويب قوته في وقتنا الراهن، وجميع المؤشرات تشير إلى حتمية أنه مجال واعد في المستقبل، مما يجعله فرصة ذهبية أمامك يمكنك استغلالها الآن والبدء بتعلمه، ولا يقع على عاتقك سوى مواكبة آخر التطورات في المجال، لتكون مهنتك الأساسية هي تطوير الويب وتصبح من بين نخبة مُطوري الويب.
تم النشر في: يناير 2023
تحت تصنيف: تطوير الويب | مواقع الويب